READ
Surah As-Saaffaat
اَلصّٰٓفّٰت
182 Ayaat مکیۃ
اِنَّهٗ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِیْنَ(۸۱)
بیشک وہ ہمارے اعلیٰ درجہ کے کامل الایمان بندوں میں ہے،
وقوله: إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ تعليل لما منحه- سبحانه- لعبده نوح من نعم وفضل وإجابة دعاء.أى: مثل ذلك الجزاء الكريم الذي جازينا به نوحا- عليه السلام- نجازي كل من كان محسنا في أقواله وأفعاله. وإن عبدنا نوحا قد كان من عبادنا الذين بلغوا درجة الكمال في إيمانهم وإحسانهم.قال صاحب الكشاف: قوله: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ أى من الأمم هذه الكلمة، وهي: «سلام على نوح» يعنى: يسلمون عليه تسليما ويدعون له. فإن قلت: فما معنى قوله: فِي الْعالَمِينَ.قلت: معناه الدعاء بثبوت هذه التحية فيهم جميعا، وأن لا يخلو أحد منهم منها، كأنه قيل: ثبت الله التسليم على نوح وأدامه في الملائكة والثقلين، يسلمون عليه عن آخرهم.علل- سبحانه- مجازاة نوح بتلك التكرمة السنية، من تبقية ذكره، وتسليم العالمين عليه إلى آخر الدهر، بأنه كان محسنا، ثم علل كونه محسنا، بأنه كان عبدا مؤمنا، ليريك جلالة محل الإيمان، وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم، ويرغبك في تحصيله وفي الازدياد منه .
ثم ختم- سبحانه- القصة بقوله: ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ أى: لقد أضفنا إلى تلك النعم التي أعطيناها لنبينا نوح- عليه السلام- أننا أغرقنا أعداءه الذين آذوه، وأعرضوا عن دعوته.وتلك سنتنا لا تتخلف، أننا ننجي المؤمنين، ونهلك الكافرين.وجاءت بعد قصة نوح- عليه السلام- قصة إبراهيم- عليه السلام- وقد حكى الله- تعالى- ما دار بين إبراهيم وبين قومه، كما حكى بعض النعم التي أنعمها- سبحانه- عليه، بسبب إيمانه وإحسانه، فقال- تعالى-:
والضمير في قوله: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ يعود على نوح- عليه السلام- وشيعة الرجل: أعوانه وأنصاره وأتباعه، وكل جماعة اجتمعوا على أمر واحد أو رأى واحد فهم شيعة، والجمع شيع مثل سدرة وسدر.قال القرطبي: الشيعة: الأعوان، وهو مأخوذ من الشياع، وهو الحطب الصغار الذي يوقد مع الكبار حتى يستوقد..والمعنى: وإن من شيعة نوح لإبراهيم- عليهما السلام- لأنه تابعه في الدعوة إلى الدين الحق، وفي الصبر على الأذى من أجل إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة شريعته.. وهكذا جميع الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- اللاحق منهم يؤيد السابق، ويناصره في دعوته التي جاء بها من عند ربه، وإن اختلفت شرائعهم في التفاصيل والجزئيات، فهي متحدة في الأصول والأركان.
اِذْ جَآءَ رَبَّهٗ بِقَلْبٍ سَلِیْمٍ(۸۴)
جبکہ اپنے رب کے پاس حاضر ہوا غیر سے سلامت دل لے کر (ف۸۳)
كان بين نوح وإبراهيم، نبيان كريمان هما: هود، وصالح- عليهما السلام- والظرف في قوله- تعالى-: إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ متعلق بمحذوف تقديره: اذكر أى: اذكر- أيها العاقل لتعتبر وتتعظ- وقت أن جاء إبراهيم إلى ربه بقلب سليم من الشرك ومن غيره من الآفات كالحسد والغل والخديعة والرياء.والمراد بمجيئه ربه بقلبه: إخلاص قلبه لدعوة الحق، واستعداده لبذل نفسه وكل شيء يملكه في سبيل رضا ربه- عز وجل-.فهذا التعبير يفيد الاستسلام المطلق لربه والسعى الحثيث في كل ما يرضيه.قال صاحب الكشاف: فإن قلت: ما معنى المجيء بقلبه ربه؟ قلت: معناه أنه أخلص لله قلبه، وعرف ذلك منه فضرب المجيء مثلا لذلك .
اِذْ قَالَ لِاَبِیْهِ وَ قَوْمِهٖ مَا ذَا تَعْبُدُوْنَۚ(۸۵)
جب اس نے اپنے باپ اور اپنی قوم سے فرمایا (ف۸۴) تم کیا پوجتے ہو،
وقوله: إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ماذا تَعْبُدُونَ شروع في حكاية ما دار بينه وبين أبيه وقومه. والجملة بدل من الجملة السابقة عليها، أو هي ظرف لقوله سَلِيمٍ أى: لقد كان إبراهيم- عليه السلام- سليم القلب، نقى السريرة، صادق الإيمان، وقت أن جادل أباه وقومه قائلا لهم: أى شيء هذا الذي تعبدونه من دون الله- تعالى-
اَىٕفْكًا اٰلِهَةً دُوْنَ اللّٰهِ تُرِیْدُوْنَؕ(۸۶)
کیا بہتان سے اللہ کے سوا اور خدا چاہتے ہو،
ثم أضاف إلى هذا التوبيخ لهم توبيخا آخر فقال لهم: أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ؟. والإفك أسوأ الكذب. يقال أفك فلان يأفك إفكا فهو أفوك.. إذا اشتد كذبه. وهو مفعول به لقوله تُرِيدُونَ وقوله آلِهَةً بدل منه. وجعلت الآلهة نفس الإفك على سبيل المبالغة.أى: أتريدون إفكا آلهة دون الله؟ إن إرادتكم هذه يمجها ويحتقرها كل عقل سليم.
ثم حذرهم من السير في طريق الشرك فقال: فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ.والاستفهام للإنكار والتحذير من سوء عاقبتهم إذا ما استمروا في عبادتهم لغيره- تعالى-. أى: فما الذي تظنون أن يفعله بكم خالقكم ورازقكم إذا ما عبدتم غيره؟ إنه لا شك سيحاسبكم على ذلك حسابا عسيرا، ويعذبكم عذابا أليما، وما دام الأمر كذلك فاتركوا عبادة هذه الآلهة الزائفة. وأخلصوا عبادتكم لخالقكم ورازقكم.قال الآلوسى: قوله: فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ أى: أى شيء ظنكم بمن هو حقيق بالعبادة، لكونه ربا للعالمين؟ أشككتم فيه حتى تركتم عبادته- سبحانه- بالكلية، أو أعلمتم أى شيء هو حتى جعلتم الأصنام شركاءه أو أى شيء ظنكم بعقابه- عز وجل- حتى اجترأتم على الإفك عليه، ولم تخافوا عذابه.وعلى أية حال فالآية تدل دلالة واضحة على استنكاره لما كان عليه أبوه وقومه من عبادة لغير الله- تعالى- وعلى نفور فطرته لما هم عليه من باطل.
ويهمل القرآن الكريم هنا ردهم عليه لتفاهته. وتنتقل السورة للإشارة إلى ما أضمره إبراهيم- عليه السلام- لتلك الآلهة الباطلة فتقول: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ. فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ. فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ.قالوا: كان قوم إبراهيم يعظمون الكواكب، ويعتقدون تأثيرها في العالم.. وتصادف أن حل أوان عيد لهم. فدعوه إلى الخروج معهم كما هي عادتهم في ذلك العيد.
فتطلع إلى السماء، وقلب نظره في نجومها، ثم قال لهم معتذرا عن الخروج معهم- ليخلوا بالأصنام فيحطمها-: إِنِّي سَقِيمٌ أى مريض مرضا يمنعني من مصاحبتكم.
فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ. أى: فتركوه وحده وانصرفوا إلى خارج بلدتهم.قال الإمام ابن كثير ما ملخصه: وإنما قال إبراهيم لقومه ذلك ليقيم في البلد إذا ذهبوا إلى عيدهم، فإنه كان قد أزف خروجهم إلى عيد لهم، فأحب أن يختلى بآلهتهم ليكسرها، فقال لهم كلاما هو حق في نفس الأمر فهموا منه أنه سقيم على ما يعتقدونه، فتولوا عنه مدبرين.قال قتادة: والعرب تقول لمن تفكر في أمر: نظر في النجوم، يعنى قتادة: أنه نظر في السماء متفكرا فيما يلهيهم به فقال إِنِّي سَقِيمٌ أى: ضعيف.وقول النبي صلّى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم غير ثلاث كذبات: اثنتين في ذات الله، قوله:«إنى سقيم» وقوله: «بل فعله كبيرهم هذا» وقوله في سارة «هي أختى» .ليس المراد بالكذب هنا الكذب الحقيقي الذي يذم فاعله، حاشا وكلا، وإنما أطلق الكذب على هذا تجوزا، وإنما هو من المعاريض في الكلام لمقصد شرعي ديني، كما جاء في الحديث: إن من المعاريض لمندوحة عن الكذب.وقيل قوله «إنى سقيم» أى: بالنسبة لما يستقبل، يعنى مرض الموت.وقيل: أراد بقوله: «إنى سقيم» أى، مريض القلب من عبادتكم للأوثان من دون الله- تعالى- ....ويبدو لنا أى نظر إبراهيم- عليه السلام- في النجوم، إنما هو نظر المؤمن المتأمل في ملكوت الله- تعالى- المستدل بذلك على وحدانية الله وقدرته، وأنه إنما فعل ذلك أمامهم-وهم قوم يعظمون النجوم- ليقنعهم بصدق اعتذاره عن الخروج معهم، ويتم له ما يريده من تحطيم الأصنام.كما يبدو لنا أن قوله: «إنى سقيم» المقصود منه: إنى سقيم القلب بسبب ما أنتم فيه من كفر وضلال، فإن العاقل يقلقه ويزعجه ويسقمه ما أنتم فيه من عكوف على عبادة الأصنام.وقال لهم ذلك ليتركوه وشأنه، حتى ينفذ ما أقسم عليه بالنسبة لتلك الأصنام.فكلام إبراهيم حق في نفس الأمر- كما قال الإمام ابن كثير- وقد ترك لقومه أن يفهموه على حسب ما يعتقدون.
فَرَاغَ اِلٰۤى اٰلِهَتِهِمْ فَقَالَ اَلَا تَاْكُلُوْنَۚ(۹۱)
پھر ان کے خداؤں کی طرف چھپ کر چلا تو کہا کیا تم نہیں کھاتے (ف۸۹)
ثم حكى- سبحانه- ما فعله إبراهيم بالأصنام بعد أن انفرد بها فقال: فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ.وأصل الروغ: الميل إلى الشيء بسرعة على سبيل الاحتيال. يقال: راغ فلان نحو فلان. إذا مال إليه لأمر يريده منه على سبيل الاحتمال.أى: فذهب إبراهيم مسرعا إلى الأصنام بعد أن تركها القوم وانصرفوا إلى عيدهم، فقال لها على سبيل التهكم والاستهزاء: أيتها الأصنام ألا تأكلين تلك الأطعمة التي قدمها لك الجاهلون على سبيل التبرك؟وخاطبها كما يخاطب من يعقل فقال: «ألا تأكلون» ، لأن قومه أنزلوها تلك المنزلة.
وقوله : ( مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ ) زيادة فى السخرية بتلك الأصنام ، وفى إظهار الغيظ منها ، والضيق بها ، والغضب عليها .
فَرَاغَ عَلَیْهِمْ ضَرْبًۢا بِالْیَمِیْنِ(۹۳)
تو لوگوں کی نظر بچا کر انہیں دہنے ہاتھ سے مارنے لگا (ف۹۱)
هذا الغضب الذي كان من آثاره ما بينه القرآن في قوله: فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ أى: فمال عليهم ضاربا إياهم بيده اليمنى، حتى حطمهم كما قال- تعالى- في آية أخرى:فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ.وقال- سبحانه-: ضَرْباً بِالْيَمِينِ للدلالة على أن إبراهيم- عليه السلام- لشدة حنقه وغضبه على الأصنام- قد استعمل في تحطيمها أقوى جارحة يملكها وهي يده اليمنى.وقيل: يجوز أن يراد باليمين: اليمين التي حلفها حين قال: وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ.وانتهى إبراهيم من تحطيم الأصنام، وارتاحت نفسه لما فعله بها، وشفى قلبه من الهم والضيق الذي كان يجده حين رؤيتها ...
وجاء قومه من رحلتهم، ووجدوا أصنامهم قد تحطمت، ويترك القرآن هنا ما قالوه لإبراهيم عند ما رأوا منظر آلهتهم بهذه الصورة المفزعة لهم، مكتفيا بإبراز حالهم فيقول:«فأقبلوا إليه يزفون» .أى: فحين رأوا آلهتهم بهذه الصورة. أقبلوا نحو إبراهيم يسرعون الخطا ولهم جلية وضوضاء تدل على شدة غضبهم لما أصاب آلهتهم.يقال: زفّ النعام يزفّ زفّا وزفيفا، إذا جرى بسرعة حتى لكأنه يطير.
ولم يأبه إبراهيم- عليه السلام- لهياج قومه، وإقبالهم نحوه بسرعة وغضب، بل رد عليهم ردا منطقيا سليما، فقال لهم: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ. وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ.أى: قال لهم مؤبخا ومؤنبا: أتعبدون أصناما أنتم تنحتونها وتقطعونها من الحجارة أو من الخشب بأيديكم،
وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مَا تَعْمَلُوْنَ(۹۶)
اور اللہ نے تمہیں پیدا کیا اور تمہارے اعمال کو (ف۹۳)
وتتركون عبادة الله- تعالى- الذي خلقكم وخلق الذي تعملونه من الأصنام وغيرها.قال القرطبي ما ملخصه: قوله- تعالى-: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ «ما» في موضع نصب، أى: خلقكم وخلق ما تعملونه من الأصنام، يعنى الخشب والحجارة وغيرها.وقيل إن «ما» استفهام، ومعناه: التحقير لعملهم. وقيل: هي نفى أى: أنتم لا تعملون ذلك لكن الله خالقه والأحسن أن تكون «ما» مع الفعل مصدرا. والتقدير: والله خلقكم وعملكم، وهذا مذهب أهل السنة، أن الأفعال خلق لله- عز وجل- واكتساب للعباد.وروى أبو هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله خالق كل صانع وصنعته» .
قَالُوا ابْنُوْا لَهٗ بُنْیَانًا فَاَلْقُوْهُ فِی الْجَحِیْمِ(۹۷)
بولے اس کے لیے ایک عمارت چنو (ف۹۴) پھر اسے بھڑکتی آگ میں ڈال دو،
ولكن هذا المنطق الرصين من إبراهيم، لم يجد أذنا واعية من قومه، بل قابلوا قوله هذا بالتهديد والوعيد الذي حكاه- سبحانه- في قوله: قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ أى قالوا فيما بينهم: ابنوا لإبراهيم بنيانا، ثم املئوه بالنار المشتعلة، ثم ألقوا به فيها فتحرقه وتهلكه.فالمراد بالجحيم: النار الشديدة التأجج. وكل نار بعضها فوق بعض فهي جحيم، وهذا اللفظ مأخوذ من الجحمة وهي شدة التأجج والاتقاد- يقال: جحم فلان النار- كمنع- إذا أوقدها وأشعلها، واللام فيه عوض عن المضاف إليه- أى- ألقوه في جحيم ذلك البنيان المليء بالنار.
فَاَرَادُوْا بِهٖ كَیْدًا فَجَعَلْنٰهُمُ الْاَسْفَلِیْنَ(۹۸)
تو انہوں نے اس پر داؤں چلنا (فریب کرنا) چاہا ہم نے انہیں نیچا دکھایا (ف۹۵)
وبنوا البنيان، وأضرموه بالنار، وألقوا بإبراهيم فيها، فماذا كانت النتيجة؟كانت كما قال- سبحانه- بعد ذلك: فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً أى: شرا وهلاكا عن طريق إحراقه بالنار فَجَعَلْناهُمُ- بقدرتنا التي لا يعجزها شيء- الأسفلين أى: الأذلين المقهورين، حيث أبطلنا كيدهم. وحولنا النار إلى برد وسلام على عبدنا إبراهيم- عليه السلام-.وهكذا رعاية الله- تعالى- تحرس عباده المخلصين، وتجعل العاقبة لهم على القوم الكافرين.
وَ قَالَ اِنِّیْ ذَاهِبٌ اِلٰى رَبِّیْ سَیَهْدِیْنِ(۹۹)
اور کہا میں اپنے رب کی طرف جانے والا ہوں (ف۹۶) اب وہ مجھے راہ دے گا (ف۹۷)
ثم تسوق لنا السورة الكريمة بعد ذلك جانبا آخر من قصة إبراهيم- عليه السلام- هذا الجانب يتمثل في هجرته من أجل نشر دعوة الحق وفي تضرعه إلى ربه أن يرزقه الذرية الصالحة، فتقول: وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ. رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ...أى: قال إبراهيم بعد أن نجاه الله- تعالى- من كيد أعدائه إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي أى: إلى المكان الذي أمرنى ربي بالسير إليه، وهو بلاد الشام، وقد تكفل- سبحانه- بهدايتى إلى ما فيه صلاح ديني ودنياى.قال القرطبي: «هذه الآية أصل في الهجرة والعزلة. وأول من فعل ذلك إبراهيم- عليه السلام- وذلك حين خلصه الله من النار قالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي أى: مهاجر من بلد قومي ومولدي، إلى حيث أتمكن من عبادة ربي، فإنه سَيَهْدِينِ فيما نويت إلى الصواب.قال مقاتل: هو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارة. إلى الأرض المقدسة وهي أرض الشام..».والسين في قوله سَيَهْدِينِ لتأكيد وقوع الهداية في المستقبل، بناء على شدة توكله، وعظيم أمله في تحقيق ما يرجوه من ربه، لأنه ما هاجر من موطنه إلا من أجل نشر دينه وشريعته- سبحانه-.
ثم أضاف إلى هذا الأمل الكبير في هداية الله- تعالى- له، أملا آخر وهو منحه الذرية الصالحة فقال: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ.أى: وأسألك يا ربي بجانب هذه الهداية إلى الخير والحق، أن تهب لي ولدا هو من عبادك الصالحين، الذين أستعين بهم على نشر دعوتك، وعلى إعلاء كلمتك.
وأجاب الله- تعالى- دعاء عبده إبراهيم، كما حكى ذلك في قوله: فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ.أى: فاستجبنا لإبراهيم دعاءه فبشرناه على لسان ملائكتنا بغلام موصوف بالحلم وبمكارم الأخلاق.قال صاحب الكشاف: - وقد انطوت البشارة على ثلاثة: على أن الولد غلام ذكر، وأنه يبلغ أوان الحلم، وأنه يكون حليما .وهذا الغلام الذي بشره الله- تعالى- به. المقصود به هنا إسماعيل- عليه السلام-.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْیَ قَالَ یٰبُنَیَّ اِنِّیْۤ اَرٰى فِی الْمَنَامِ اَنِّیْۤ اَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَا ذَا تَرٰىؕ-قَالَ یٰۤاَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ٘-سَتَجِدُنِیْۤ اِنْ شَآءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰبِرِیْنَ(۱۰۲)
پھر جب وہ اس کے ساتھ کام کے قابل ہوگیا کہا اے میرے بیٹے میں نے خواب دیکھا میں تجھے ذبح کرتا ہوں (ف۹۸) اب تو دیکھ تیری کیا رائے ہے (ف۹۹) کہا اے میرے باپ کی جیئے جس بات کا آپ کو حکم ہوتا ہے، خدا نے چاہتا تو قریب ہے کہ آپ مجھے صابر پائیں گے،
والفاء في قوله- تعالى-: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ فصيحة، أى: بشرناه بهذا الغلام الحليم، ثم عاش هذا الغلام حتى بلغ السن التي في إمكانه أن يسعى معه فيها، ليساعده في قضاء مصالحه.قيل: كانت سن إسماعيل في ذلك الوقت ثلاث عشرة سنة.قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى.أى: فلما بلغ الغلام مع أبيه هذه السن، قال الأب لابنه: يا بنى إنى رأيت في منامي أنى أذبحك، فانظر ماذا ترى في شأن نفسك.قال الآلوسى ما ملخصه: يحتمل أنه- عليه السلام- رأى في منامه أنه فعل ذلك..ويحتمل أنه رأى ما تأويله ذلك، ولكنه لم يذكره وذكر التأويل، كما يقول الممتحن وقد رأى أنه راكب سفينة: رأيت في المنام أنى ناج من هذه المحنة.ورؤيا الأنبياء وحى كالوحى في اليقظة، وفي رواية أنه رأى ذلك في ليلة التروية فأخذ يفكر في أمره، فسميت بذلك، فلما رأى ما رآه سابقا عرف أن هذه الرؤيا من الله، فسمى بيوم عرفة، ثم رأى مثل ذلك في الليلة الثالثة فهمّ بنحره فسمى بيوم النحر.ولعل السر في كونه مناما لا يقظة، أن تكون المبادرة إلى الامتثال، أدل على كمال الانقياد والإخلاص.. .وإنما شاوره بقوله: فَانْظُرْ ماذا تَرى مع أنه سينفذ ما أمره الله- تعالى- به في منامه سواء رضى إسماعيل أم لم يرض، لأن في هذه المشاورة إعلاما له بما رآه، لكي يتقبله بثبات وصبر، وليكون نزول هذا الأمر عليه أهون، وليختبر عزمه وجلده.وقوله: قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ حكاية لما رد به إسماعيل على أبيه إبراهيم- عليهما السلام- وهو رد يدل على علو كعبه في الثبات، وفي احتمال البلاء، وفي الاستسلام لقضاء الله وقدره.أى: قال الابن لأبيه: يا أبت افعل ما تؤمر به من قبل الله- تعالى- ولا تتردد في ذلك وستجدني إن شاء الله من الصابرين على قضائه.وفي هذا الرد ما فيه من سمو الأدب، حيث قدم مشيئة الله- تعالى-، ونسب الفضل إليه، واستعان به- سبحانه- في أن يجعله من الصابرين على البلاء.وهكذا الأنبياء- عليهم السلام- يلهمهم الله- تعالى- في جميع مراحل حياتهم ما يجعلهم في أعلى درجات السمو النفسي، واليقين القلبي، والكمال الخلقي.
فَلَمَّاۤ اَسْلَمَا وَ تَلَّهٗ لِلْجَبِیْنِۚ(۱۰۳)
تو جب ان دونوں نے ہمارے حکم پر گردن رکھی اور باپ نے بیٹے کو ماتھے کے بل لٹایا اس وقت کا حال نہ پوچھ (ف۱۰۰)
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك ما كان من الابن وأبيه فقال: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وأسلما: بمعنى استسلما وانقادا لأمر الله، فالفعل لازم، أو بمعنى: سلّم الذبيح نفسه وسلم الأب ابنه، فيكون متعديا والمفعول محذوف.وقوله وَتَلَّهُ أى: صرعه وأسقطه، وأصل التل: الرمي على التّل وهو الرمل الكثيف المرتفع، ثم عمم في كل رمى ودفع، يقال: تل فلان فلانا إذا صرعه وألقاه على الأرض.والجبين: أحد جانبي الجبهة، وللوجه جبينان، والجبهة بينهما.أى: فلما استسلم الأب والابن لأمر الله- تعالى- وصرع الأب ابنه على شقه، وجعل جبينه على الأرض، واستعد الأب لذبح ابنه.. كان ما كان منا من رحمة بهما. ومن إكرام لهما، ومن إعلاء لقدرهما.قال صاحب الكشاف: فإن قلت: أين جواب لما؟ قلت: هو محذوف تقديره: فلما أسلما وتله للجبين «وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا» كان ما كان مما تنطق به الحال، ولا يحيط به الوصف من استبشارهما واغتباطهما، وحمدهما لله، وشكرهما على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء العظيم بعد حلوله، وما اكتسبا في تضاعيفه من الثواب، ورضوان الله الذي ليس وراءه مطلوب...وقد ذكروا هنا آثارا منها أن إسماعيل- عليه السلام- لما هم أبوه بذبحه قال له: يا أبت اشدد رباطى حتى لا أضطرب، واكفف عنى ثيابك حتى لا يتناثر عليها شيء من دمى فتراه أمى فتحزن، وأسرع مرّ السكين على حلقى ليكون أهون للموت على، فإذا أتيت أمى فاقرأ عليها السلام منى.. وكان ذلك عند الصخرة التي بمنى...
وقوله- سبحانه-: وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا أى: وعند ما صرع إبراهيم ابنه ليذبحه، واستسلما لأمرنا.. نادينا إبراهيم بقولنا يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا أى: قد فعلت ما أمرناك به، ونفذت ما رأيته في رؤياك تنفيذا كاملا، يدل على صدقك في إيمانك، وعلى قوة إخلاصك.قال الجمل: فإن قلت: كيف قال الله- تعالى- لإبراهيم: قد صدقت الرؤيا وهو إنما رأى أن يذبح ابنه، وما كان تصديقها إلا لو حصل منه الذبح؟قلت: جعله الله مصدقا لأنه بذل جهده ووسعه، وأتى بما أمكنه، وفعل ما يفعله الذابح، فأتى بالمطلوب، وهو انقيادهما لأمر الله .وجملة «إنا كذلك نجزى المحسنين» تعليل لما قبلها. أى: فعلنا ما فعلنا من تفريج الكرب عن إبراهيم وإسماعيل، لأن سنتنا قد اقتضت أن نجازي المحسنين الجزاء الذي يرفع درجاتهم، ويفرج كرباتهم، ويكشف الهم والغم عنهم.
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْیَاۚ-اِنَّا كَذٰلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِیْنَ(۱۰۵)
بیشک تو نے خواب سچ کردکھایا (ف۱۰۱) ہم ایسا ہی صلہ دیتے ہیں نیکوں کو،
وقوله - سبحانه - : ( وَنَادَيْنَاهُ أَن ياإبراهيم . قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ ) أى : وعندما صرع إبراهيم ابنه ليذبحه ، واستسلما لأمرنا . . نادينا إبراهيم بقولنا ( وَنَادَيْنَاهُ أَن ياإبراهيم . قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ ) أى : قد فعلت ما أمرناك به ، ونفذت ما رأيته فى رؤياك تنفيذا كاملا ، يدل على صدقك فى إيمانك ، وعلى قوة إخلاصك .قال الجمل : فإن قلت : كيف قال الله - تعالى - لإبراهيم : قد صدقت الرؤيا وهو إنما رأى أن يذبح ابنه ، وما كان تصديقها إلا لو حصل منه الذبح .قلت : جعله الله مصدقا لأنه بذل جهده ووسعه ، وأتى بما أمكنه ، وفعل ما يفعله الذابح ، فأتى بالمطلوب ، وهو انقيادها لأمر الله .وجملة ( إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين ) تعليل لما قبلها . أى : فعلنا ما فعلنا من تفريج الكرب عن إبراهيم وإسماعيل ، لأن سنتنا قد اقتضت أن نجازى المسحنين الجزاء الذى يرفع درجاتهم ، ويفرج كرباتهم ، ويكشف الهم والغم عنهم .
واسم الإشارة في قوله: إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ يعود إلى ما ابتلى الله- تعالى- نبيه إبراهيم وإسماعيل.أى: إن هذا الذي ابتلينا به هذين النبيين الكريمين، لهو البلاء الواضح، والاختبار الظاهر، الذي به يتميز قوى الإيمان من ضعيفه، والذي لا يحتمله إلا أصحاب العزائم العالية، والقلوب السليمة، والنفوس المخلصة لله رب العالمين.
وَ فَدَیْنٰهُ بِذِبْحٍ عَظِیْمٍ(۱۰۷)
اور ہم نے ایک بڑا ذبیحہ اس کے فدیہ میں دے کر اسے بچالیا (ف۱۰۲)
ثم بين- سبحانه- مظاهر فضله على هذين النبيين الكريمين فقال: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ والذبح بمعنى المذبوح فهو مصدر بمعنى اسم المفعول كالطحن بمعنى المطحون.أى: وفدينا إسماعيل- عليه السلام- بمذبوح عظيم في هيئته، وفي قدره، لأنه من عندنا، وليس من عند غيرنا.قيل: افتداه الله- تعالى- بكبش أبيض، أقرن، عظيم القدر.
وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ.أى: ومن مظاهر فضلنا وإحساننا وتكريمنا لنبينا إبراهيم- أننا أبقينا ذكره الحسن في الأمم التي ستأتى من بعده،
وجعلنا التحية والسلام منا ومن المؤمنين عليه إلى يوم الدين
، ومثل هذا الجزاء نجزى المحسنين،
اِنَّهٗ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِیْنَ(۱۱۱)
بیشک وہ ہمارے اعلیٰ درجہ کے کامل الایمان بندوں میں ہیں،
إنه- عليه السلام- من عبادنا الصادقين في إيمانهم.
وَ بَشَّرْنٰهُ بِاِسْحٰقَ نَبِیًّا مِّنَ الصّٰلِحِیْنَ(۱۱۲)
اور ہم نے اسے خوشخبری دی اسحاق کی کہ غیب کی خبریں بتانے والا نبی ہمارے قربِ خاص کے سزاواروں میں (ف۱۰۴)
ثم بين- سبحانه- مظهرا آخر من مظاهر فضله على نبيه إبراهيم فقال: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ. وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ، وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ.أى: ومن مظاهر تكريمنا لإبراهيم، أننا بشرناه بولد آخر هو إسحاق، الذي جعلناه نبيا من أنبيائنا الصالحين لحمل رسالتنا، وأفضنا على إبراهيم وعلى إسحاق الكثير من بركاتنا الدينية والدنيوية، بأن جعلنا عددا كبيرا من الأنبياء من نسلهما.ومع ذلك فقد اقتضت حكمتنا أن نجعل من ذريتهما من هو محسن في قوله وعمله، ومن هو ظالم لنفسه بالكفر والمعاصي ظلما واضحا بينا، وسنجازى كل فريق بما يستحقه من ثواب أو عقاب.هذا ومن الأحكام والآداب التي أخذها العلماء من هذه الآيات ما يأتى:1- أن الرسل جميعا قد جاءوا من عند الله- تعالى- بدين واحد في أصوله، وأن كل واحد منهم قد سار على نهج سابقه في الدعوة إلى وحدانية الله، وإلى مكارم الأخلاق، وقد بين- سبحانه- في مطلع هذه القصة، أن إبراهيم كان من شيعة نوح- عليه السلام- أى:من أتباعه الذين ساروا على سنته في دعوة الناس إلى عبادة الله وحده.وقد أمر- عز وجل- نبيه صلّى الله عليه وسلم أن يقتدى بإخوانه السابقين من الأنبياء، فقال:أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ.2- أن تعاطى الحيل الشرعية من أجل إزالة المنكر، أمر مشروع، فإن إبراهيم- عليه السلام- لكي يقضى على الأصنام، اعتذر لقومه عن الخروج معهم في يوم عيدهم، وقال لهم: إنى سقيم- بعد أن نظر في النجوم.وكان مقصده من وراء ذلك، أن يختلى بالأصنام ليحطمها، ويثبت لقومه أنها لا تصلح للألوهية.3- أن سنة الله- تعالى- قد اقتضت أن يراعى- بفضله وكرمه- عباده المخلصين، وأن ينصرهم على أعدائهم، الذين يبيتون لهم الشرور والسوء.ونرى ذلك جليا في هذه القصة، فقد أضمر الكافرون لإبراهيم الكيد والإهلاك. فأنجاه الله- تعالى- من مكرهم، كما قال- تعالى-: فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ. 4- أن على المؤمن إذا لم يتمكن من نشر دعوة الحق في مكان معين أن ينتقل منه إلى مكان آخر متى كان قادرا على ذلك.وهذا ما فعله إبراهيم- عليه السلام- فقد قال لقومه بعد أن يئس من صلاحهم، وبعد أن نجاه الله من كيدهم: إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ.5- أن الدعاء متى صدر من نفس عامرة بالإيمان والتقوى، ومن قلب سليم من الهوى..كان جديرا بالإجابة.فلقد تضرع إبراهيم إلى ربه أن يرزقه الذرية الصالحة، فأجاب الله دعاءه.كما حكى- سبحانه- ذلك في قوله: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ، فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ.ثم قال- سبحانه- بعد ذلك: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.6- أن إبراهيم وإسماعيل- عليهما السلام- قد ضربا أروع الأمثال في صدق الإيمان، وفي الاستسلام لأمر الله- تعالى- وفي الرضاء بقضائه.فكافأهما- عز وجل- على ذلك مكافأة جزيلة، بأن جعل الذكر الحسن باقيا لإبراهيم إلى يوم القيامة، وبأن افتدى الذبيح بذبح عظيم.قال- تعالى-: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ. وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ. كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ.7- أن الذبيح الذي ورد ذكره في هذه القصة، والذي افتداه الله- تعالى- بذبح عظيم، هو إسماعيل- عليه السلام- وعلى ذلك سار جمهور العلماء، ومن أدلتهم على ما ذهبوا إليه ما يأتى:(أ) أن سياق القصة يدل دلالة واضحة على أن الذبيح إسماعيل، لأن الله- تعالى- حكى عن إبراهيم أنه تضرع إليه- تعالى- بقوله: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فبشره- سبحانه- بِغُلامٍ حَلِيمٍ، وهذا الغلام عند ما بلغ السن التي يمكنه معها مساعدة أبيه في أعماله. قال له أبوه: يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى ثم افتدى الله- تعالى- هذا الغلام بذبح عظيم.ثم قال- تعالى- بعد كل ذلك: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.وهذا يدل على أن المبشر به الأول وهو إسماعيل، غير المبشر به الثاني وهو إسحاق.(ب) أن البشارة بمولد إسحاق- عليه السلام- قد جاء الحديث عنها مفصلا في سورة هود. وظروف هذه البشارة وملابساتها، تختلف عن الظروف والملابسات التي وردت هنا في سورة الصافات، وقد أشار إلى ذلك الإمام السيوطي فقال:وتأملت القرآن فوجدت فيه ما يقتضى القطع- أو ما يقرب منه- على أن الذبيح إسماعيل، وذلك لأن البشارة وقعت مرتين:مرة في قوله- تعالى- رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ. فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ....فهذه الآية قاطعة في أن المبشر به هو الذبيح.ومرة في قوله- في سورة هود-: وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ.فقد صرح فيها بأن المبشر به إسحاق، ولم يكن بسؤال من إبراهيم، بل قالت امرأته إنها عجوز، وأنه شيخ، وكان ذلك في بلاد الشام، لما جاءت الملائكة إليه، بسبب قوم لوط، وكان إبراهيم في آخر عمره.أما البشارة الأولى فكانت حين انتقل من العراق إلى الشام، وحين كان سنه لا يستغرب فيه الولد، ولذلك سأله، فعلمنا بذلك أنهما بشارتان في وقتين بغلامين، أحدهما بغير سؤال، وهو إسحاق، والثانية قبل ذلك بسؤال وهو غيره، فقطعنا بأنه إسماعيل وهو الذبيح .ج- أن القول بأن الذبيح إسماعيل قد ورد- كما قال الإمام ابن القيم- عن كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها.ثم قال الإمام ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه «بكره» وفي لفظ «وحيده» ، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاد إبراهيم .ومن العلماء الذين فصلوا القول في هذه المسألة، الإمام ابن كثير، فقد قال رحمه الله:«وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحكى ذلك عن طائفة من السلف، حتى نقل عن بعض الصحابة- أيضا- وليس ذلك في كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تلقّى إلا عن أحبار أهل الكتاب، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل، فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم، وذكر أنه الذبيح، ثم قال بعد ذلك: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ وقال- تعالى-:فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ أى: يولد له في حياتهما ولد يسمى يعقوب، فيكون من ذريته عقب ونسل.وقد قدمنا أنه لا يجوز بعد ذلك أن يؤمر بذبحه وهو صغير، لأن الله قد وعدهما بأنه سيعقب، ويكون له نسل، فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيرا، وإسماعيل وصف هنا بالحلم، لأنه مناسب لهذا المقام».قال الآلوسى- رحمه الله- بعد أن ساق أقوال العلماء في ذلك بالتفصيل: «والذي أميل إليه أنه- أى الذبيح- إسماعيل- عليه السلام-، بناء على أن ظاهر الآية يقتضيه، وأنه المروي عن كثير من أئمة أهل البيت، ولم أتيقن صحة حديث مرفوع يقتضى خلاف ذلك، وحال أهل الكتاب لا يخفى على ذوى الألباب» .هذه بعض الأحكام والآداب التي يمكن أن نأخذها من هذه القصة، التي حكاها- سبحانه- عن نبيه إبراهيم- عليه السلام- في هذه السورة الكريمة، وهناك أحكام وآداب أخرى يستطيع أن يستخلصها المتدبر في هذه الآيات الكريمة.
وَ بٰرَكْنَا عَلَیْهِ وَ عَلٰۤى اِسْحٰقَؕ-وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَّ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهٖ مُبِیْنٌ۠(۱۱۳)
اور ہم نے برکت اتاری اس پر اور اسحاق پر (ف۱۰۵) اور ان کی اولاد میں کوئی اچھا کام کرنے والا (ف۱۰۶) اور کوئی اپنی جان پر صریح ظلم کرنے والا (ف۱۰۷)
ثم بين- سبحانه- مظهرا آخر من مظاهر فضله على نبيه إبراهيم فقال: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ. وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ، وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ.أى: ومن مظاهر تكريمنا لإبراهيم، أننا بشرناه بولد آخر هو إسحاق، الذي جعلناه نبيا من أنبيائنا الصالحين لحمل رسالتنا، وأفضنا على إبراهيم وعلى إسحاق الكثير من بركاتنا الدينية والدنيوية، بأن جعلنا عددا كبيرا من الأنبياء من نسلهما.ومع ذلك فقد اقتضت حكمتنا أن نجعل من ذريتهما من هو محسن في قوله وعمله، ومن هو ظالم لنفسه بالكفر والمعاصي ظلما واضحا بينا، وسنجازى كل فريق بما يستحقه من ثواب أو عقاب.هذا ومن الأحكام والآداب التي أخذها العلماء من هذه الآيات ما يأتى:1- أن الرسل جميعا قد جاءوا من عند الله- تعالى- بدين واحد في أصوله، وأن كل واحد منهم قد سار على نهج سابقه في الدعوة إلى وحدانية الله، وإلى مكارم الأخلاق، وقد بين- سبحانه- في مطلع هذه القصة، أن إبراهيم كان من شيعة نوح- عليه السلام- أى:من أتباعه الذين ساروا على سنته في دعوة الناس إلى عبادة الله وحده.وقد أمر- عز وجل- نبيه صلّى الله عليه وسلم أن يقتدى بإخوانه السابقين من الأنبياء، فقال:أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ.2- أن تعاطى الحيل الشرعية من أجل إزالة المنكر، أمر مشروع، فإن إبراهيم- عليه السلام- لكي يقضى على الأصنام، اعتذر لقومه عن الخروج معهم في يوم عيدهم، وقال لهم: إنى سقيم- بعد أن نظر في النجوم.وكان مقصده من وراء ذلك، أن يختلى بالأصنام ليحطمها، ويثبت لقومه أنها لا تصلح للألوهية.3- أن سنة الله- تعالى- قد اقتضت أن يراعى- بفضله وكرمه- عباده المخلصين، وأن ينصرهم على أعدائهم، الذين يبيتون لهم الشرور والسوء.ونرى ذلك جليا في هذه القصة، فقد أضمر الكافرون لإبراهيم الكيد والإهلاك. فأنجاه الله- تعالى- من مكرهم، كما قال- تعالى-: فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ. 4- أن على المؤمن إذا لم يتمكن من نشر دعوة الحق في مكان معين أن ينتقل منه إلى مكان آخر متى كان قادرا على ذلك.وهذا ما فعله إبراهيم- عليه السلام- فقد قال لقومه بعد أن يئس من صلاحهم، وبعد أن نجاه الله من كيدهم: إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ.5- أن الدعاء متى صدر من نفس عامرة بالإيمان والتقوى، ومن قلب سليم من الهوى..كان جديرا بالإجابة.فلقد تضرع إبراهيم إلى ربه أن يرزقه الذرية الصالحة، فأجاب الله دعاءه.كما حكى- سبحانه- ذلك في قوله: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ، فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ.ثم قال- سبحانه- بعد ذلك: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.6- أن إبراهيم وإسماعيل- عليهما السلام- قد ضربا أروع الأمثال في صدق الإيمان، وفي الاستسلام لأمر الله- تعالى- وفي الرضاء بقضائه.فكافأهما- عز وجل- على ذلك مكافأة جزيلة، بأن جعل الذكر الحسن باقيا لإبراهيم إلى يوم القيامة، وبأن افتدى الذبيح بذبح عظيم.قال- تعالى-: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ. وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ. سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ. كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ.7- أن الذبيح الذي ورد ذكره في هذه القصة، والذي افتداه الله- تعالى- بذبح عظيم، هو إسماعيل- عليه السلام- وعلى ذلك سار جمهور العلماء، ومن أدلتهم على ما ذهبوا إليه ما يأتى:(أ) أن سياق القصة يدل دلالة واضحة على أن الذبيح إسماعيل، لأن الله- تعالى- حكى عن إبراهيم أنه تضرع إليه- تعالى- بقوله: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فبشره- سبحانه- بِغُلامٍ حَلِيمٍ، وهذا الغلام عند ما بلغ السن التي يمكنه معها مساعدة أبيه في أعماله. قال له أبوه: يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى ثم افتدى الله- تعالى- هذا الغلام بذبح عظيم.ثم قال- تعالى- بعد كل ذلك: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.وهذا يدل على أن المبشر به الأول وهو إسماعيل، غير المبشر به الثاني وهو إسحاق.(ب) أن البشارة بمولد إسحاق- عليه السلام- قد جاء الحديث عنها مفصلا في سورة هود. وظروف هذه البشارة وملابساتها، تختلف عن الظروف والملابسات التي وردت هنا في سورة الصافات، وقد أشار إلى ذلك الإمام السيوطي فقال:وتأملت القرآن فوجدت فيه ما يقتضى القطع- أو ما يقرب منه- على أن الذبيح إسماعيل، وذلك لأن البشارة وقعت مرتين:مرة في قوله- تعالى- رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ. فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ....فهذه الآية قاطعة في أن المبشر به هو الذبيح.ومرة في قوله- في سورة هود-: وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ.فقد صرح فيها بأن المبشر به إسحاق، ولم يكن بسؤال من إبراهيم، بل قالت امرأته إنها عجوز، وأنه شيخ، وكان ذلك في بلاد الشام، لما جاءت الملائكة إليه، بسبب قوم لوط، وكان إبراهيم في آخر عمره.أما البشارة الأولى فكانت حين انتقل من العراق إلى الشام، وحين كان سنه لا يستغرب فيه الولد، ولذلك سأله، فعلمنا بذلك أنهما بشارتان في وقتين بغلامين، أحدهما بغير سؤال، وهو إسحاق، والثانية قبل ذلك بسؤال وهو غيره، فقطعنا بأنه إسماعيل وهو الذبيح .ج- أن القول بأن الذبيح إسماعيل قد ورد- كما قال الإمام ابن القيم- عن كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها.ثم قال الإمام ابن القيم: وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه «بكره» وفي لفظ «وحيده» ، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاد إبراهيم .ومن العلماء الذين فصلوا القول في هذه المسألة، الإمام ابن كثير، فقد قال رحمه الله:«وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحكى ذلك عن طائفة من السلف، حتى نقل عن بعض الصحابة- أيضا- وليس ذلك في كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تلقّى إلا عن أحبار أهل الكتاب، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل، فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم، وذكر أنه الذبيح، ثم قال بعد ذلك: وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ.ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ وقال- تعالى-:فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ أى: يولد له في حياتهما ولد يسمى يعقوب، فيكون من ذريته عقب ونسل.وقد قدمنا أنه لا يجوز بعد ذلك أن يؤمر بذبحه وهو صغير، لأن الله قد وعدهما بأنه سيعقب، ويكون له نسل، فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيرا، وإسماعيل وصف هنا بالحلم، لأنه مناسب لهذا المقام».قال الآلوسى- رحمه الله- بعد أن ساق أقوال العلماء في ذلك بالتفصيل: «والذي أميل إليه أنه- أى الذبيح- إسماعيل- عليه السلام-، بناء على أن ظاهر الآية يقتضيه، وأنه المروي عن كثير من أئمة أهل البيت، ولم أتيقن صحة حديث مرفوع يقتضى خلاف ذلك، وحال أهل الكتاب لا يخفى على ذوى الألباب» .هذه بعض الأحكام والآداب التي يمكن أن نأخذها من هذه القصة، التي حكاها- سبحانه- عن نبيه إبراهيم- عليه السلام- في هذه السورة الكريمة، وهناك أحكام وآداب أخرى يستطيع أن يستخلصها المتدبر في هذه الآيات الكريمة.ثم ذكر- سبحانه- جانبا من قصة موسى وهارون- عليهما السلام- وهما من ذرية إبراهيم وإسحاق، فقال- تعالى-:
وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلٰى مُوْسٰى وَ هٰرُوْنَۚ(۱۱۴)
اور بیشک ہم نے موسیٰ اور ہارون پر احسان فرمایا (ف۱۰۸)
ثم ذكر - سبحانه - جانباً من قصة موسى وهارون - عليهما السلام - وهما من ذرية إبراهيم وإسحاق ، فقال - تعالى - :( وَلَقَدْ مَنَنَّا على موسى . . . ) .موسى : هو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق ، وكانت ولادته فى حوالى القرن الثالث عشر ق م .وهارون : أخو موسى ، قيل كان شقيقا له ، وقيل كان أخا له لأمه . .والمعنى : لقد أنعمنا على موسى - وهارون - عليهما السلام بنعمة النبوة ، وبغيرها من النعم الأخرى .
وَ نَجَّیْنٰهُمَا وَ قَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِیْمِۚ(۱۱۵)
اور انہیں اور ان کی قوم (ف۱۰۹) کو بڑی سختی سے نجات بخشی (ف۱۱۰)
والتى من بينها أننا نجيناهما وقومهما المؤمنين ، من استعباد فرعون إياهم ، ومن ظلمه لهم .
وَ نَصَرْنٰهُمْ فَكَانُوْا هُمُ الْغٰلِبِیْنَۚ(۱۱۶)
اور ان کی ہم نے مدد فرمائی (ف۱۱۱) تو وہی غالب ہوئے (ف۱۱۲)
( وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ الغالبين ) أى : ونصرنا موسى وهارون ومن آمن بهما . فكانوا بسبب هذا النصر الذى منحناهم إياه ، هم الغالبين لأعدائهم ، بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم .
وَ اٰتَیْنٰهُمَا الْكِتٰبَ الْمُسْتَبِیْنَۚ(۱۱۷)
اور ہم نے ان دونوں کو روشن کتاب عطا فرمائی (ف۱۱۳)
( وَآتَيْنَاهُمَا ) بعد كل ذلك ( الكتاب المستبين ) أى : الكتاب المبين الواضح وهو التوراة .يقال : استبان الشئ ، إذا ظهر ووضح وضوحا تاما .
( وَهَدَيْنَاهُمَا الصراط المستقيم ) أى : وهديناهما وأرشدناهما - بفضلنا وإحساننا - إلى الطريق الواضح الذى لا عوج فيه .
( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الآخرين . سَلاَمٌ على موسى وَهَارُونَ ) أى : وأبقينا عليهما فى الأمم المتأخرة الثناء الجميل ، والذكر الحسن .
- English | Ahmed Ali
- Urdu | Ahmed Raza Khan
- Turkish | Ali-Bulaç
- German | Bubenheim Elyas
- Chinese | Chineese
- Spanish | Cortes
- Dutch | Dutch
- Portuguese | El-Hayek
- English | English
- Urdu | Fateh Muhammad Jalandhry
- French | French
- Hausa | Hausa
- Indonesian | Indonesian-Bahasa
- Italian | Italian
- Korean | Korean
- Malay | Malay
- Russian | Russian
- Tamil | Tamil
- Thai | Thai
- Farsi | مکارم شیرازی
- العربية | التفسير الميسر
- العربية | تفسير الجلالين
- العربية | تفسير السعدي
- العربية | تفسير ابن كثير
- العربية | تفسير الوسيط لطنطاوي
- العربية | تفسير البغوي
- العربية | تفسير القرطبي
- العربية | تفسير الطبري
- English | Arberry
- English | Yusuf Ali
- Dutch | Keyzer
- Dutch | Leemhuis
- Dutch | Siregar
- Urdu | Sirat ul Jinan